منذ ظهور الذكاء الاصطناعي تطور العالم بشكل غير مسبوق، إلا أن هذا التطور يحمل جانبين دائمًا أحدهما إيجابي وآخر سلبي. يركز الكثيرون عن الجانب الإيجابي، لكن الجانب السلبي أكثر شرًا ويتم التغاضي عنه في الغالب لعدم جذب الانتباه وفقدان ثقة المستخدمين. يدعونا هذا لطرح السؤال الأهم: هل الذكاء الاصطناعي شرير أم خير؟
نشارك معكم مجموعة من الحالات الغريبة والمختلفة التي حدثت في الفترة الأخيرة منذ ظهور ثورة الذكاء الاصطناعي، والتي تضع هذا الأخير في منطقة الشر !
كوريا الجنوبية: نهاية مأساوية للكثيرين بسبب صور DeepFake بالـ AI
واحدة من أكثر الأماكن تضررًا بسبب الذكاء الاصطناعي هي كوريا الجنوبية، وذلك بسبب الـ DeepFake الذي بدأ يشكل تهديدًا للجميع. انتشر في كوريا الجنوبية ثورة متعلقة بإنشاء الصور والفيديوهات المخلة والإباحية باستخدام الذكاء الاصطناعي لمجموعة من عارضي الأزياء، المشاهير وحتى الأشخاص العاديين.
تجاوز الأمر مجرد أداة للترفيه. تعرض الكثير منهم للابتزاز بسبب الـ DeepFake، ووصل ببعض المشاهير للانتحار بعد انتشار صور لهم. الشرير في هذه القصة لا بد أن يكون الذكاء الاصطناعي.
أكثر من 46% من المستخدمين حول العالم فقدوا وظائفهم
أثّر الذكاء الاصطناعي بشكل كبير على اليد العاملة حول العالم لدرجة أن المستخدمين بدؤوا يحاربونه. انتعت وظائف أكثر من 46% من المستخدمين حول العالم، خصوصًا في مجال الـ IT.
فمثلًا، طردت شركة Intel أكثر من 20% من اليد العاملة لديها وعوضت معظمها بالذكاء الاصطناعي. شركة مايكروسوفت طردت 3% من إجمالي العاملين ليشغل الذكاء الاصطناعي وظائفهم.
وما هذه إلا أرقام بسيطة، فاشتراك بسعر 20$ في شات جي بي تي يمكنه أداء وظيفة 5 أشخاص أجورهم الشهرية قد تتجاوز 5000$.
أنظمة التصيد الاحتيالي والرقمي تطورت كثيرًا بفضل الـ AI
كان للذكاء الاصطناعي تأثير إيجابي كبير على مختلف المجالات كالتعليم وصناعة المحتوى والتطبيب والمزيد … وكان له وقع سلبي على مجالات أخرى، خصوصًا مجال التصيد والاحتيال الإلكتروني.
ف السابق، كان على المحتالين رقميًا العمل بجهد وذكاء من أجل محاولة تجميع المعلومات، والإحاطة بالضحايا، وبناء صفحات مشابهة. ويمكن الآن إنجاز نفس المهمة في ثوانٍ فقط باستخدام الذكاء الاصطناعي.
فعلى سبيل المثال، يوجد أداة EvilGPT التي من خلالها يتم استغلال مودل الذكاء الاصطناعي GPT في عمليات القرصنة، الاحتيال الرقمي، تحليل بيانات الضحايا، استغلال الثغرات في المواقع… والمزيد.
إسرائيل، أمريكا والصين يطورون أسلحة مبنية على الذكاء الاصطناعي
حين بدأت شركة OpenAI نشاطها لأول مرة، اتخذت قرارًا هدفه تطوير الذكاء الاصطناعي للصالح العام. ما الذي يعنيه هذا؟ يعني أن استخدامات الذكاء الاصطناعي ستكون مقترنة بتطوير ذكاء اصطناعي يساعد البشرية لا العكس.
وسرعان ما بدأت OpenAI تتخلى عن هذا المبدأ بعد ان اكتشفت أن الذكاء الاصطناعي يدر أرباحًا بالمليارات. وأصبح كل من يعرض على الشركة عرضًا سمينًا لا ترفض الشركة عرضه. آخرها كان غرض البنتاغون الأمريكي لاستخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير الأسلحة.
أمريكا ليست الوحيدة، تخوف كبير من موديلات الذكاء الاصطناعي الصينية مثل QWEN و DeepSeek بعد انتشار أبناء أنها تحظى بتمويل من الحكومة الصينية.
التمييز والتحيز الرقمي بسبب الذكاء الاصطناعي
عندما ظهر موديل GPT 3 وهو أول الموديلات القوية من OpenAI فقد كان يرفض الرد على مجموعة من الأسئلة. مثل إبداء رأيه حول نزاع سياسي أو جغرافي (كالقضية الفلسطينية) وتقديم رأيه حول رؤساء محددين .. والمزيد.
تجاوزت OpenAI هذه الحواجز، وأصبح المودل في آخر إصداراته قادرًا على تقديم رأيه وانتقاد هذا وذاك. لكن في نفس الوقت تبدو ردوده حول شخصيات عامة ونزاعات شائكة جد متطرفة. فلو سألته عن (فلاديمير بوتن) سيذمه ويقدحه وينتقده لأفعاله. لكن إن سألته عن (جورج بوش) سيكرمه ويشكره.
الأخطاء التاريخية والدينية والمنطقية تُزور بواسطة الـ AI
لا يمكن “شر” الذكاء الاصطناعي في الأذية فقط، بل يتطاول الأمر ليصل للتزوير والتضليل وتقديم حقائق خاطئة على أساس أنها حقائق صحيحة.
أهم مثال على ذلك كان مودل Gemini الذي صوّر الهنود الحمر والسكان الأصليين لأمريكا على أنهم من ذوي العرق الأسود. وجادل في الموضوع كثيرًا لدرجة تدخل جوجل وإيقافه في واحد من أكثر الترندات شهرة على الإنترنت.
حتى OpenAI ولّد نصوصًا وقدم دلائل قرآنية خاطئة، وهو ما انتشر كالنار في الهشيم في منصات التواصل الاجتماعي العربية. محذرين من هذا المودل واستخدامه في الجانب الديني.
صحيح أن الذكاء الاصطناعي سهل علينا الكثير من الأشياء، إلا أنه وفي نفس الوقت لازال الذكاء الاصطناعي يشكل أخطارًا كثيرة على الكثير من الفئات والأشخاص.
No Comment! Be the first one.