منذ أشهر أضحى استخدام خدمات الذكاء الاصطناعي أمرًا عاديًا عند الملايين من المستخدمين حول العالم. في الغالب عبر أشهر خدمة ذكاء اصطناعي الآن ChatGPT. بالرغم من ذلك يفتقد الكثيرون للمفاهيم الأساسية الخاصة بهذا المجال، والذي يعتبر نوعًا ما أمر غبي.
الـ AI بشكل عام من الصعب فهمه، حتى أن مطوريه والمختصين في هذا المجال هم بأنفسهم لا يعرفون كيف يعمل. ولا يستثني هذا أن بعض الأساسيات ضرورية لفهم على الأقل كيف يعمل الذكاء الاصطناعي … فكيف؟
1 – الذكاء الاصطناعي هو مزيج لمجموعة خدمات مختلفة
الذكاء الاصطناعي (AI) هو نتاج نهائي لمجموعة من الخدمات الثانوية التي تعتبر أهم بكثير. أهمها: التعلم العميق (Deep Learning) والتعلم الآلي (Machine Learning). يعمل المفهومين على وترين مختلفين ولديهما نتائج مختلفة. ثم في الأخير يتم دمجهما معًا ليكون لدينا برمجية أو خدمة قادرة على التفكير التلقائي ودراسة المعلومات وتحليلها من تلقاء نفسها. وهو ما يسمى في النهاية بالذكاء الاصطناعي أو AI.
2 – التعلم العميق (Deep Learning) هو الأساس
قد يحظى الـ AI بالشهرة الكبيرة كتسمية، لكن العمل الحقيقي يكون في مرحلة التعلم العميق المسمى أيضا بالـ Deep Learning. التعلم العميق هو عملية معقدة للغاية وتعتمد على تدريب مجموعة من البرامج على التعامل مع مجموعة من المعطيات المختلفة. أثناء التعلم يقوم البرنامج بالقيام بكافة الأخطاء الممكنة وتسجيلها لتجنب حدوثها مستقبلًا، وبملايين العمليات في الدقيقة يمكن تدريب برنامج على القيام بشيء محدد مع تفادي الأخطاء الممكنة. بعد تدريب مكثف يمكن تلفيق هذه البرامج للعمل في خدمات مختلفة، ثم بعدها تسميتها ببرمجية ذكاء اصطناعي.
3 – الـ AI محصور بما لديه من معلومات
عبارة ” الذكاء ” تعني أن النظام قادر على التفكير من تلقاء نفسه، وتوفير معلومات جديدة قد لا تكون حتى متاحة في الأساس. وهو أمر خاطئ، في الحقيقة لا يمكن للذكاء الاصطناعي فعل ذلك، وإن كان هذا الأمر خلاف بين الكثير من المختصين.
الـ AI محصور بما لديه من بيانات ومعلومات تم تدريبه عليها، ولا يستطيع تجسيد شيء لا يمكنه القيام به. لكن إن كان هذا حقيقيًا، فكيف تقوم خدمات ذكاء اصطناعي مثل Midjourney بتجسيد صور غير موجودة؟ ذلك لأنها تستخدم كافة الصور المتاحة عبر الإنترنت لصناعة شيء جديد. فهو دائمًا ما يعتمد على معلومات متاحة مسبقًا.
4 – الذكاء الصناعي والآلي ليس بالحديث
الثورة التي نشهدها اليوم في هذا المجال ليست جديدة بالمرة، في الحقيقة هي أقدم من الإنترنت وحتى الكمبيوتر بنفسه. بداية الدراسات على الذكاء الآلي ( وهو ما يمكن اختصاره اليوم في الأتمتة ) قد بدأ تقريبا في خمسينات القرن الماضي، حتى أن الإنترنت لم يذع صيتها حتى السبعينات. تقدم الأمر شيئًا فشيئًا قبل أن نصل إلى ChatGPT مثل إطلاق مودل LaMDA من جوجل الذي يعتمده نظام Google Assistant منذ زمن. كذلك موديلات من آبل تعتمدها Siri وحتى Amazon Alexa. الفرق بين ثورة اليوم وآنذاك واليوم هو فقط كم المعلومات ودقتها واحترافية الرد والإجابة. فمودل GPT مثلًا له كم هائل من الـ Parameters يقدر بالمليارات يجعله قادر على تجاذب أطراف الحديث في أي موضوع بدون استثناء.
5 – هل يمكن للذكاء الاصطناعي القضاء علينا؟ الإجابة هي لا!
حين نتحدث عن الذكاء الاصطناعي، دائمًا ما يكون رد مجموعة من الناس أنه قد يقضي على البشر وأنه نقمة وليس نعمة. يؤسفني أن أخبرك أن هذا الأمر قد لا يتحقق، التهديد الوحيد والأكبر الذي قد يجلبه هذا الأخير على البشر هو تعويض بعض خدمات الأتمتة ( كالكتابة ). فهو بالرغم من قوته لا يستطيع الارتقاء للمستوى الفكري للإنسان، فهو غير قادر على الإبداع، غير قادر على التعامل بمنطقية مع الأمور. وكل ما لديه هو كم هائل من البيانات يتدرب عليها ليوفر لك سهولة في الاستخدام.
التهديد الأكبر الذي يشكله الـ AI هو الجانب الأخلاقي فقط، بما أنه خدمة قابلة للوصول إليها من طرف أيٍ كان فهذا يعني استخدامها في الخير وفي الشر. فكما تطلب من الذكاء الاصطناعي أن يكتب لك نصًا، فشخص آخر يطلب منه أن يقدم له خطة محكمة لسرقة بنك، او اغتيال شخصية، أو القضاء على الآخرين.
6 – الشركات النشطة والمتحكمة في الذكاء الاصطناعي محدودة
الـ AI ليس بنظام ثائر نشط من تلقاء نفسه، في الحقيقة يوجد شركات تتحكم في خدماته وتوافره، ويمكنها التحكم بها كما تريد. يمكن لشركة OpenAI مثلًا إيقاف الوصول لخدمة ChatGPT اليوم والآن والتخلص من شيء اسمه الـ AI بشكل نهائي، الأمر ليس بذلك التعقيد.
من الشركات الأخرى التي يمكنها التحكم في ثورة الذكاء الاصطناعي التي نشهدها اليوم شركة Alphabet ( الشركة الأم لجوجل ) ثم Meta و Alibaba و Baidu ثم Amazon. إن قامت الشركات التالية بإيقاف منتجاتها وبحوثها في مجال الذكاء الاصطناعي، فيمكنك رسميًا توديع هذه الثورة.
ما رأيك في هذه المعلومات عزيزي القارئ؟ هل أعجبتك؟ شاركنا رأيك حولها وانتظر منا المزيد في المستقبل.
[…] شركة من الشركات التقنية اليوم تسعى لتوفير بوتات ذكاء اصطناعي في خدماتها نظرًا لشهرة استخدامها مؤخرًا. والفضل كله […]
[…] في مجال الذكاء الاصطناعي بأنفسهم ليست لديهم فكرة عن مدى تطور الذكاء الاصطناعي ولا مستقبله، وكل منهم يصرح بتصريحاته الخاصة حسب وجهة […]
[…] تقرير من Revelio Labs أشار التقرير إلى أن الـ AI قد يعوض في الخمس سنين القادمة 30% من الوظائف بالفعل لكنه […]